البابا فرنسيس والكرسي الرسولي


ساحة القديس بطرس في الفاتيكان
ساحة القديس بطرس في الفاتيكان

من وجهة نظر القانون الدولي، فإن الكرسي الرسولي يتكون من شخص الحبر الأعظم، أي البابا، بصفته رئيس الكنيسة الكاثوليكية.

إن الكرسي الرسولي هو أحد أشخاص القانون الدولي، ويتمتع بالحكم الذاتي والاستقلال: وعلى هذا النحو فإنه يتمتع بحق أصلي في الدخول في علاقات مع أشخاص دوليين آخرين والمشاركة في النشاط الدبلوماسي.

وفي مجال الدبلوماسية والعلاقات الدولية، فإن الهيئة التي تساعد البابا في تنفيذ هذه المهمة هي أمانة سرّ الدولة، والتي تعتمد منها بشكل مباشر جميع التمثيلات البابوية المنتشرة في جميع أنحاء العالم. وتأخذ هذه الأخيرة اسم السفارات البابوية وهي تمثيلات دبلوماسية - أي سفارات حقيقية - مؤسسة بشكل دائم في الدول.

وعلى وجه الخصوص، يقيم البابا علاقات دبلوماسية مع تلك البلدان التي توجد فيها الكنيسة الكاثوليكية بطريقة ما. كما أن العلاقات الدبلوماسية هي إحدى الطرق التي ينفذ بها الحبر الروماني مهمته في حكم وخدمة الكنيسة الجامعة: وفي سياق الاستقلال المشروع بين الدولة والكنيسة، فهي فرصة لتعزيز الاتصال المتبادل والتفاهم المتبادل، من أجل حماية وتعزيز السلام والاحترام والأخوّة.

كان الكرسي الرسولي أول من فتح تمثيلات دبلوماسية مستقرة في تاريخ الدبلوماسية: فمنذ القرن الخامس الميلادي، كان للباباوات الرومان عادة إرسال سفيرهم الخاص، باسم Apocrisarius أو Responsalis، إلى البلاط الإمبراطوري في القسطنطينية. ومع الانتشار العام للدبلوماسية الحديثة في وقت لاحق في عصر النهضة، تم تبادل المفوضيات الدائمة الأولى للكرسي الرسولي مع الإمبراطورية الرومانية المقدسة (1513) ومملكة البرتغال (1514).

يقيم الكرسي الرسولي حاليًا علاقات دبلوماسية مع 189 دولة حول العالم، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي. كما أن لديه ممثله الدائم لدى 25 منظمة حكومية دولية ولدى 7 منظمات دولية غير حكومية.