في انتظار البابا: الكنيسة الكاثوليكية
في البحرين
انتشرت المسيحية في البحرين خلال القرن الثالث أو الرابع الميلادي: وفقاً لمصادر تاريخية، كان النساطرة راسخين بالفعل في الأرخبيل وعلى الشواطئ العربية للخليج بحلول أوائل القرن الخامس. ومع بداية القرن السابع الميلادي كانت البحرين موطناً لاثنين من الكراسي النسطورية الأسقفية الخمسة الموجودة على الشواطئ العربية للخليج. ومن غير المؤكد متى تلاشت هذه الكراسي ولكن السجلات تظهر أنها بقيت على الأقل حتى عام 835 ميلادية. وكدليل على هذه الجذور التاريخية، تم اكتشاف أساسات قديمة لدير نسطوري في سماهيج، وهي قرية على جزيرة المحرق. وربما استضافت قرية أخرى على نفس الجزيرة ديراً آخراً معروفة باسمها الجغرافي الدير، بما أن اسمها يتأصل من مصطلح آرامي يعني "دير".
يشكل المسيحيون حاليًا، بما في ذلك جميع الطوائف المختلفة، حوالي 10 في المائة من إجمالي السكان المقيمين في البحرين. فيما يبلغ تعداد الكنيسة الكاثوليكية عدة عشرات الآلاف من المسيحيين في البلاد. كما هو الحال في بقية شبه الجزيرة العربية، فإن الجماعة الكاثوليكية في البحرين تتألف تقريبًا بالكامل من المهاجرين: تزايدت الجماعة بسرعة كبيرة منذ أوائل التسعينيات بفضل تدفقات الهجرة الكبيرة للعمال القادمين إلى الخليج بحثًا عن عمل.
المنامة، عاصمة البحرين، هي حاليًا المقر الرئيسي للنيابة الرسولية لشمال شبه الجزيرة العربية، وهي الدائرة المحلية للكنيسة الكاثوليكية التي أقيمت بموجب مرسوم صادر عن مجمع تبشير الشعوب في 31 مايو 2011، لإعادة تنظيم الولاية القضائية للأقاليم التي كانت بالسابق مدرجة في النيابة الرسولية للكويت والنيابة الرسولية في شبه الجزيرة العربية. وأول نائب رسولي لشمال شبه الجزيرة العربية كان الأسقف الراحل المونسنيور كاميللو باللين MCCJ حتى عام 2020. ويرأس النيابة حاليًا مدبراً رسوليًا هو سيادة الأسقف المونسنيور بول هيندر OFMCap، النائب الرسولي السابق لجنوب شبه الجزيرة العربية.
وُضعت النيابة الرسولية لشمال شبه الجزيرة العربية، إلى جانب النيابة الرسولية لجنوب شبه الجزيرة العربية، تحت حماية العذراء مريم، الملقبة سيدة العرب. وبتاريخ 10 ديسمبر 2021، كان تكريس الكاتدرائية الكاثوليكية الجديدة في العوالي، والمكرسة على وجه التحديد لسيدة العرب، الحدث ذا الأهمية الخاصة للكنيسة المحلية. أما حجر الأساس للكاتدرائية الجديدة، الذي بورك في بداية البناء في 31 مايو 2014، فقد جاء من كاتدرائية القديس بطرس في روما كهدية من الأب الأقدس. هذه الطوبة، التي تم وضعها في الباب المقدس لكنيسة القديس بطرس البابوية في الفاتيكان في نهاية السنة المقدسة الاستثنائية للفداء 1983-1984، أخرجت عندما فتح الأب الأقدس يوحنا بولس الثاني الباب نفسه في بداية اليوبيل الكبير لعام 2000. ثم قُدمت بعد ذلك إلى النيابة الرسولية لشمال شبه الجزيرة العربية كعلامة على الإتحاد مع كنيسة روما وكمشاركة في الفوائد الروحية للسنة اليوبيلية. وقد تبرع جلالة ملك البحرين بأرض الكاتدرائية.