اللقاء مع الشّباب
مدرسة القلب الأقدس (عوالي)
السّبت 5 تشرين الثّاني/نوفمبر 2022
أيّها الأصدقاء، والإخوة والأخوات الأعزّاء، مساء الخير!
أشكركم على حضوركم هنا، وقد قدِمتم من بلدان عديدة ومختلفة ممتلئِين بحماس شدّيد. أودّ أن أشكر الرّاهبة روزالين على كلمات التّرحيب التي وجهّتها إليّ وعلى الالتزام الذي تقود به، مع كثيرين آخرين، مدرسة القلب الأقدس هذه.
وقد أَسعَدَنِي أنّني رأيت في مملكة البحرين مكان لقاء وحوار بين ثقافاتٍ ومعتقداتٍ مختلفة. والآن، وأنا أنظر إليكم، وأنتم لستم من ديانة واحدة، ولا تخافون أن تكونوا معًا، أفكّر أنّه من دونكم، هذا العيش معًا بين الاختلافات، لن يكون ممكنًا. ولن يكون له مستقبل! في عجينة العالم، أنتم الخميرة الجيّدة والمقدّر لها أن تنمو، وتتغلّب على الحواجز الاجتماعيّة والثقافيّة العديدة، وتعزّز براعم الأخوّة وكلّ ما هو جديد. أنتم أيّها الشّباب، مثل مسافرين قلقين ومنفتحين على ما هو غير مألوف، لا تخشوا أن تواجهوا بعضكم بعضًا، وأن تتحاوروا، و"تُحدِثوا ضجيجًا" وتختلطوا بالآخرين، فتصبحوا الأساسَ لمجتمعٍ صديقٍ ومتضامن. وهذا، أيّها الأصدقاء الأعزّاء، أمرٌ أساسيّ في السّياقات المعقّدة والتعدّديّة التي نعيش فيها: علينا أن نُسقِطَ بعض الأسوار لكي نفتتح عالمًا فيه المزيد من الإنسانيّة والأخُوّة، حتّى لو كان هذا يعني أن نواجه تحدّيات عديدة. في هذا الموضوع، أستندُ على شهاداتكم وأسئلتكم، وأوجّه إليكم ثلاث دعوات صغيرة، لا لأعلّمكم شيئًا ما، بل لأشجّعكم.
الدّعوة الأولى: عانقوا "ثقافة الرّعاية". استخدمت الرّاهبة روزالين هذا التّعبير: "ثقافة الرّعاية". الرّعاية تعني أن نطوّر في داخلنا موقفًا من التّعاطف، ونظرة متنبّهة تخرجنا من أنفسنا، وحضورًا لطيفًا يتغلّب على اللامبالاة ويدفعنا إلى الاهتمام بالآخرين. هذه هي نقطة التحوّل، وبداية الجديد، والتّرياق لعالم مُغلق، ومليء بالانفراديّة، ويلتهم أبناءه، ولعالمٍ سجين الحزن، يولّد اللامبالاة والوِحدة. أسمح لنفسي أن أقول لكم: كم من الأذى يسبّب لنا روح الحزن، كم من الأذى! لأنّنا إن لم نتعلّم أن نعتني بالذين هم حولنا - الآخرين والمدينة والمجتمع والخليقة - ينتهي بنا الأمر إلى أن نقضي حياتنا مثل الذي يركض، ويلهث، ويفعل أمورًا كثيرة،لكن، في النّهاية يبقى حزينًا ووحيدًا، لأنّه لم يستمتع قطّ في أعماق نفسه بفرح الصّداقة والمجانيّة، ولم يُعطِ العالمَ تلك اللّمسة الفريدة من الجمال، التي لا يستطيع أحدٌ غيره، أو غيرها، أن يُعطيها. بكوني مسيحيًّا، أفكّر في يسوع، وأرى أنّ "الرّعاية" هي التي كانت توجّه كلّ أعماله. فاهتمّ بالعلاقات مع كلّ من التقى بهم في البيوت والمدن وعلى طول الطّريق: نظر إلى الناس في عيونهم، واستمع إلى طلباتهم للمساعدة، واقترب منهم ولمس جراحهم بيده. وأنتم، هل تنظرون إلى الأشخاص في عيونهم؟ دخل يسوع في التّاريخ ليقول لنا إنّ العليّ يعتني بنا، وليذكّرنا أنّ وقوفنا في جانب الله يعني أن نعتني بشخصٍ ما وبأمرٍ ما، وخاصّة بالمحتاجين وبأشدِّهم حاجة.
أيّها الأصدقاء، كم هو جميل أن نصبح محبّي رعاية، وفنّاني علاقات! لكن هذا يتطلّب، مثل كلّ شيء في الحياة، تدريبًا مستمرًّا. لذلك، لا تنسَوا أوّلًا أن تعتنوا بأنفسكم: ليس من الخارج فقط، بل من الداخل أيضًا، وفي الجزء الأشدّ خفاء فيكم والأعزّ عليكم. وما هو؟ نفسكم، وقلبكم! وكيف تعتني بالقلب؟ حاولوا أن تستمعوا إليه في صمت، وتخصّصوا مساحات لكي تبقوا على اتّصال مع داخلكم، ولكي تشعروا بالعطيّة التي هي أنتم، ولكي تقبلوا وجودكم ولا تدعوه يخرج عن سيطرتكم. لا يحدث لكم أن تكونوا "سُوّاحًا في الحياة"، تنظرون إليها فقط من الخارج، وبسطحيّة. في صمت، وأنتم تتبعون إيقاع قلبكم، تكلّموا مع الله. أخبروه عن أنفسكم، وأيضًا عن الذين تلتقونهم كلّ يوم، والذين يرسلهم إليكم رُفَقَاءَ سَفَر. قدِّموا له الوجوه، والمواقف السّعيدة والمؤلمة، لأنّه لا توجد صلاة من دون علاقات، كما أنّه لا يوجد فرح من دون محبّة.
والمحبّة - كما تعلمون - ليست مسلسلًا تلفزيونيًّا أو فيلمًا رومانسيًّا: المحبّة هي أن تهتمّ بالآخر، وأن تعتني بالآخر، وأن تقدّم وقتك ومواهبك لمن هم في حاجة، وأن تخاطر فتجعل حياتك هبةً تَلِدُ حياة أخرى. أن تخاطر! أيّها الأصدقاء، من فضلكم، لا تنسَوا أبدًا هذا الأمر: أنتم كلّكم - دون استثناء - كنز، كنز فريد وثمين. لذلك، لا تضعوا حياتكم في خزنة، ولا تفكّروا أنّه من الأفضل أنّ توفّروا أنفسكم، وأنّ الوقت لم يَحِن بعد لكي تبذلوها! كثيرون منكم هم هنا عابرون، ولأسباب تتعلّق بالعمل، وغالبًا لفترة محدودة. لكن، إن عِشنا بعقليّة السّائح، لن ننتهز اللحظة الحاضرة ونوشك أن نلقي خارجًا قِسمًا كبيرًا من الحياة! بينما، كم هو جميلٌ الآن أن نترك أثرًا جيّدًا في المسيرة، فنعتني بالجماعة، وبزملاء الدّراسة، وبزملاء العمل، وبالخليقة... حسنٌ لنا أن نتساءل: ما الأثر الذي أتركه أنا الآن، هنا حيث أعيش، وفي المكان الذي فيه وضعتني العناية الإلهيّة؟
هذه هي الدّعوة الأولى، ثقافة الرّعاية، إن تبنّيناها، سنساهم في إنماء بذرة الأخوّة. وهذه هي الدّعوة الثّانية التي أودّ أن أوجهّها إليكم: ازرعوا الأخوّة. أعجبني ما قلُته أنت، عبدالله: "علينا أن نكون أبطالًا ليس فقط في الملاعب، بل في الحياة!". أبطالًا خارج الملعب. هذا صحيح، كونوا أبطالًا في الأخوّة، أبطالًا خارج الملعب! هذا هو تحدّي اليوم لكي نكسب الغد، وتحدّي مجتمعاتنا، التي تزداد فيها باستمرار العَولَمة وتعدّد الثّقافات. انظروا، كلّ الوسائل والتّكنولوجيا التي تقدّمها لنا الحداثة، ليست كافية لتجعل العالم يسوده السّلام والأخوّة. نحن نرى ذلك: رياح الحرب، في الواقع، لا تهدأ مع التقدّم التّقني. نرى بحزن أنّ التوتّرات والتّهديدات تتزايد في مناطق عديدة، وأحيانًا تندلع في الصّراعات. وهذا يحدث غالبًا لأنّنا لا نعمل لتطوير قلوبنا، ولأنّنا نترك المسافات تزداد بيننا وبين الآخرين، وبالتّالي، تصبح الاختلافات العرقيّة والثقافيّة والدينيّة وغيرها، مشاكل ومخاوف تعزلنا بعضنا عن بعض، بدلًا من أن تكون فرصة لكي ننمو معًا. عندما تبدو الاختلافات أقوى من الأخوّة التي تربطنا، يكون هناك خطر الصِّدام.
أنتم أيّها الشّباب، لكونكم صريحين وأكثر قدرة على إنشاء العلاقات والصّداقات، وعلى التغلُّب على الأحكام المسبقة والحواجز الأيديولوجيّة، أودّ أن أقول لكم: ازرعوا أنتم الأخوّة، وستحصدون أنتم المستقبل، لأنّ العالم سيكون له مستقبل فقط في الأخوّة! إنّها دعوة أجدها في قلب إيماني. يقول الكتاب المقدّس: "لأَنَّ الَّذي لا يُحِبُّ أَخاه وهو يَراه لا يَستَطيعُ أَن يُحِبَّ اللهَ وهو لا يَراه. إِلَيكُمُ الوَصِيَّةَ الَّتي أَخَذْناها عنه: مَن أَحَبَّ اللهَ فلْيُحِبَّ أَخاه أَيضًا" (1 يوحنّا 4، 20-21). نَعم، طَلَبَ يسوع منّا ألّا نفصل أبدًا محبّتنا لله عن محبّتنا للقريب، وأن نكون نحن قريبين للجميع (راجع لوقا 10، 29- 37). للجميع، وليس فقط لمن نحبّهم. أن نعيش إخوة وأخوات هي دعوة جامعة مُعطاة لكلّ مخلوق. وأنتم أيّها الشّباب - وخاصّة أنتم -، أمام هذا الميل العام للبقاء غير مبالين وغير متألّمين بآلام الآخرين، لدرجة التّحضير للحروب والصّراعات، أنتم مدعُوُّون إلى "الردّ بحلم جديد من الأخوّة والصّداقة الاجتماعيّة، لا يقتصر على الكلام" (رسالة بابويّة عامّة، كلّنا إخوة - Fratelli tutti، 6). الكلمات لا تكفي: نحن بحاجة إلى تحركات عمليّة نقوم بها يوميًّا.
لنطرح على أنفسنا هنا أيضًا بعض الأسئلة: هل أنا منفتح على الآخرين؟ وهل أنا صديق أو صديقة لشخص ما، ليس ضمن دائرة اهتماماتي، وإيمانه وعاداته مختلفة عنّي؟ هل أسعى إلى اللقاء، أم أبقى منعزلًا؟ الطّريق هو الذي أخبرنا به نيفين في بضع كلمات: "أن ننشئ "علاقات جيّدة" مع الجميع. أيّها الشّباب، الرّغبة في السّفر حيّة فيكم، والتعرّف على أراضٍ جديدة، وتجاوز حدود الأماكن المعتادة. أودّ أن أقول لكم: اعرفوا أن تسافروا داخل أنفسكم أيضًا، ووسّعوا حدودكم الدّاخليّة، حتّى تسقُط أحكامكم المسبقة عن الآخرين، وتَضيق مساحة عدم الثّقة، وتُهدم أسوار الخوف، وتَنبُت الصّداقة الأخويّة! هنا أيضًا، دَعوا الصّلاة تساعدكم، فإنّها توسّع القلب، وتفتحنا على اللقاء مع الله، وتساعدنا لنرى في من نلتقي به، أخًا وأختًا. في هذا الصّدد، جميلة هي كلمات النّبيّ الذي قال: "أَلَيسَ إِلهٌ واحِدٌ خَلَقَنا؟ فلِمَ يَغدِرُ الواحِدُ بِأَخيه؟" (ملاخي 2، 10). إنّ مجتمعًا مثل هذا، مع غِنًى ملحوظٍ في المعتقدات والتّقاليد واللغات المختلفة، يمكن أن يصبح "مكان تدريب" على الأخوّة". نحن هنا على أبواب قارّة آسيا الكبيرة والمتعدّدة الأشكال، التي عرّفها أحد اللاهوتيّين على أنّها "قارّة لغات" (ألويسيوس بييريس، في اللاهوت في آسيا، بريشّا 2006، 5): اعرفوا كيف تنسّقون فيها اللغة الوحيدة، لغة المحبّة، مثل أبطالٍ حقيقيّين للأخوّة!
والآن الدعوة الثّالثة: في تحدّي اتّخاذ الخيارات في الحياة. أنتم تعرفون ذلك جيّدًا، من الخبرة اليوميّة: لا توجد حياة من دون تحدّيات يجب مواجهتها. ودائمًا، أمام تحدٍّ ما، مثل وجودنا أمام مفترق طرق، علينا أن نختار، ونلتزم، ونخاطر، ونقرّر. لكن، هذا يتطلّب استراتيجيّة جيّدة: إذ لا يمكننا أن نَرتَجِل، ونعيش فقط بحسب الغريزة أو في اللحظة الحاليّة! وكيف نحضّر أنفسنا، ونمرّن قدرتنا على الاختيار والإبداع والشّجاعة والمثابرة؟ وكيف نَصقُلُ نظرتنا الدّاخليّة، ونتعلّم أن نَحكُمَ على المواقف، ونأخذ ما هو أساسيّ؟ إنّها مسألة نموٍّ في فن اختيار توجّهاتنا، واتّخاذ الاتّجاهات الصّحيحة. لهذا السّبب، الدعوة الثّالثة هي اتّخاذ الخيارات في الحياة، الخيارات الصّحيحة.
كلّ هذا خطر ببالي عندما فكّرت في أسئلة ميرينا. إنّها أسئلة تعبّر عن حاجتنا لنفهم الاتّجاه الذي يجب أن نأخذه في الحياة - إنّها شُجاعة في كيف قالت الأمور! ويمكنني أن أقول لكم خبرتي: كنت مراهقًا مثلكم، ومثل الجميع، وكانت حياتي حياةُ صبيّ عادي. المراهقة - نعلم ذلك - هي مسيرة، ومرحلة نموّ، وفترة فيها نواجه الحياة في جوانبها المتناقضة أحيانًا، ونواجه بعض التحدّيات لأوّل مرّة. حسنًا، ما هي نصيحتي؟ امضوا قُدُمًا من دون خوف، وليس بمفردكم أبدًا! نصيحتان: امضوا قُدُمًا من دون خوف، وليس بمفردكم أبدًا. الله لن يترككم وحدكم، ولكي يأخذ بيدكم، ينتظر منكم أن تطلبوا ذلك منه. هو يرافقنا ويرشدنا. ليس بالعجائب والمعجزات، بل يكلّمنا بلطف من خلال أفكارنا ومشاعرنا، وأيضًا من خلال معلّمينا، وأصدقائنا، ووالدِينا وكلّ الأشخاص الذيم يريدون أن يساعدونا.
يجب إذًا أن نتعلّم كيف نميِّز صوته، صوت الله الذي يكلّمنا. وكيف نتعلّم ذلك؟ كما قلتِ لنا، ميرينا: بالصّلاة الصّامتة، والحوار الشّخصي معه، وبحفظنا في قلبنا ما هو حسنٌ لنا، ويمنحنا السّلام. السّلام هو علامة على حضور الله. ينير نور الله متاهة الأفكار والعواطف والمشاعر التي فيها نتحرّك غالبًا. يرغب الرّبّ يسوع في أن ينير عقلكم، وأفكاركم الأكثر خصوصيّة، وتطلّعاتكم التي تحملونها في قلوبكم، والأحكام التي تنضج في داخلكم. يريد أن يساعدكم لتميّزوا بين ما هو أساسيّ وما هو غير ضروريّ، وبين ما هو جيّد وما يؤذيكم ويؤذي الآخرين، وبين ما هو صحيح وبين ما الذي يولّد الظّلم والاضطراب. لا شيء غريب على الله من كلّ ما يحدث فينا، لا شيء، لكنّنا غالبًا نحن نبتعد عنه، ولا نُوكل إليه الأشخاص والأوضاع، وننغلق على أنفسنا في الخوف والخجل. لا، لنُغَذِّ في الصّلاة اليقين المعزّي بأنّ الرّبّ يسوع يسهر علينا، وأنّه لا ينام، بل ينظر إلينا ويحرسنا دائمًا.
أيّها الأصدقاء الشّباب، لا يمكن أن نسير وحدنا في مغامرة الخيارات. لذلك، اسمحوا لِي أن أقول لكم أمرًا أخيرًا: ابحثوا دائمًا، قبل البحث في اقتراحات الإنترنت، عن مستشارين جيّدين في الحياة، وأشخاص حكماء وموثوقين، الذين يمكنهم توجيهكم ومساعدتكم. هذا أوّلًا. أفكّر في والديكم وفي معلّميكم، وأيضًا في كبار السّنّ والأجداد، والمرشد الرّوحي الجيّد. كلّ واحدٍ منّا بحاجة إلى مرشد يرافقه على طريق الحياة! أكرّر ما قلته لكم: ليس بمفردكم أبدًا! نحن بحاجة إلى المرافقة في طريق الحياة.
أيّها الشّباب الأعزّاء، نحن بحاجة إليكم، وإلى إبداعاتكم، وأحلامكم وشجاعتكم، ولطفكم وابتساماتكم، وفرحكم المُعدي، وأيضًا إلى ذلك القليل من الجنون الذي تعرفون كيف تُدخلونه في كلّ ظرف، والذي يساعد على الخروج من سُباتِ العادات والأنماط المتكرّرة التي فيها أحيانًا نؤطِّر حياتنا. بصفتي بابا أريد أن أقول لكم: الكنيسة معكم وهي بحاجة ماسّة إليكم، ولكلّ واحدٍ منكم، لكي تُعيد شبابها، وتستكشف مسارات جديدة، وتختبر لغات جديدة، وتزداد فرحًا وترحيبًا بالجميع. لا تفقدوا أبدًا الشّجاعة لأن تحلموا وتعيشوا كبارًا! تبنّوا ثقافة الرّعاية وانشروها، وصيروا أبطالًا في الأخوّة، وواجهوا تحدّيات الحياة، وضعوا أنفسكم في يد الله وإبداعاته الأمينة، واتخذوا المسشارين الجيّدين ليوجّهوكم. وأخيرًا، أذكروني في صلواتكم. وأنا سأصلّي من أجلكم، وسأحملكم في قلبي. شكرًا! الله مَعَكُم!
***********
© جميع الحقوق محفوظة - حاضرة الفاتيكان 2022
Copyright © Dicastero per la Comunicazione - Libreria Editrice Vaticana